القائمة الرئيسية

الصفحات

درس أسلوب الكناية وبلاغتها للسنة الثالثة ثانوي

درس أسلوب الكناية وبلاغتها للسنة الثالثة ثانوي

1 أسلوب الكناية وبلاغتها

الأمثلة :

1 قال تعالى : ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اّتخذت مع الرسول سبيلا ) . الفرقان . آية 27
2 قالت الخنساء في أخيها صخر : طويل النجاد رفيع العماد كثير الرماد إذا ما شتا
3 قال شاعر :الضاربين بكل أبيض مخذم والطاعنين مجامع الأضغان
4 قال آخر :قوم ترى أرماحهم يوم الوغى مشغوفة بمواطن الكتمان
5 المجد بين ثوبيك ، والكرم ملء برديك .
6 قال شاعر : إن السماحة والمروءة والندى في قبة ضربت على ابن الحشرج
7 فلان قوي الظهر .
8 سئل أعرابي عن شيبه ، فقال: هذا غبار وقائع الدهر .
9 فلان ناعم الأظفار .
10 تقول العرب : فلانة بعيدة مهوى القرط .

النجاد : حمالة السيف / أبيض : سيف / مخذم: سريع القطع/ الأضغان : الأحقاد / الوغى : الجلبة والصوت الكثير / مهوى القرط : مسافة بين شحمة الأذن والكتف .

أكتشف مغزى الدرس :
الأسئلة :
؟ 1 ماذا يفعل الظالمون يوم القيامة ، حسب الآية في المثال 1
2 لماذا يعضون على أيديهم ؟
3 بم يحسون الآن، بعد أن رفضوا اّتباع الرسول (ص) في حياتهم ؟
4 هل ذكر الندم ؟ ما الذي يدل على ندمهم ، في الآية ؟
5 أيمكن أن يصدر عنهم ذلك التصرف فعلا أم لا ؟
6 كيف نسمي هذا الأسلوب الذي رمز به للندم ( يعض على يديه) ؟
7 ما حقيقة الندم أهو صفة أم ذات ؟
8 أهي كناية عن صفة أم كناية عن موصوف ؟
9 ماذا يعني قول الخنساء ( طويل النجاد) ؟ وقولها (رفيع العماد) ؟
10 ما معنى كثير الرماد ؟ وماذا يعني كثرة الطهي ؟
11 عم يدل قبوله كثرة الضيوف في زمن الشتاء أي زمن الشدة ؟
12 عم كّنت الخنساء بهذه الأقوال ؟ فما نوع هذه الكناية ؟
13 الممدوح في المثال 3 يطعن أعداءه في ( مجامع الأضغان )، فأين تجتمع الأحقاد ؟
14 أنعتبر ( القلب ) صفة أم ذات أي موصوف ؟
15 عم كنى الشاعر إ ًذا ؟ وكيف نسمي هذا النوع من الكناية ؟
16 ماذا يعني قول الشاعر ( يوم الوغى ) ؟ عم كنى بهذا القول إذًا ؟
17 عم كنى بقوله ( مواطن الكتمان) ؟ ما نوع الكناية في القولين ؟
18 أيحمل المجد صاحب الثوب أم الثوب نفسه ، حسب المثال 5
19 من الموصوف بالكرم أهما البردان أم صاحب البردين ؟
20 فالقائل يمدح الشخص بالكناية عنه بما يلازمه من لباس ، كيف نسمي هذا النوع من الكناية ؟
21 من المعني بالسماحة والمروءة والندى أهي القبة أم صاحبها ؟
22 إلام نسبها ليفهمنا ذلك ؟ وهل القبة هذه خاصة بالموصوف ؟ كيف نسمي هذا النوع من الكناية ؟
23 عم ُ كّني في المثال 7 ؟ أهي كناية عن صفة أم عن موصوف أم عن النسبة ؟
24 ما نوع الكناية في الأمثلة : 8 و 9 و 10
25 لنتمعن في الآية والأمثلة مرة أخرى ؛ عم كّنت الآية ؟
26 ما الذي يبرهن على ندم الظالم ويؤكده ؟
27 ما البرهان على أن المناقب الثلاث يحملها ابن الحشرج ؟
28 الندم والسماحة والمروءة والكرم، أهي أشياء حسية أم معنوية ؟
29 وكيف صرنا نراها بعد هذا التصوير بالكناية ؟
30 ما الأفضل والأجمل والأعمق ؛ قول الخنساء بالصيغة المذكورة،أم قولها مباشرة : طويل القامة شجاع ورفيع الشأن وكريم ؟
31 ما الأقوى دلالة والأجمل صياغة عن الشيب ، قوله حسب المثال8، أم التصريح بذلك : هذا شيب ؟
32 ما الأفضل والأقوى في الدلالة ، قول العرب كما جاء في المثال
10 ، أم قولهم : فلانة طويلة العنق ؟ 33 ألا نرى أن الكناية تحمل الحقيقة مع البرهان على وجودها ، بذكر مظهرها وعلامتها ؟ وأنها تجعلنا نح  س بالمعنوي ونراه ؟

أستخلص القاعدة :
الكناية لفظ أريد به غير معناه الذي وضع له ، مع جواز إرادة المعنى الأصلي لعدم وجود قرينة مانعة من إرادته .
تنقسم الكناية إلى ثلاثة أقسام :
أ الكناية عن الصفة : وتعرف بذكر الموصوف، ملفوظا أو ملحوظا من سياق الكلام .
ب الكناية عن الموصوف : أن تذكر الصفة أو الصفات ، وتكون مختصة بالموصوف ، ليدرك بها .
ج الكناية عن النسبة : أن ينسب أمر لآخر ، إثباتا أو نفيا . فيكون المكنى عنه نسبة ، أسندت إلى ما له اتصال به .
بلاغة الكناية :
الكناية من ألطف أساليب البلاغة وأدقها ، وهي أبلغ من الحقيقة والتصريح . فهي تقدم المراد بالقول ؛ صفة أو شيئا . مع البينة على وجوده . مثل قول الخنساء ( كثير الرماد) فأخوها كريم لأنه كثير الرماد . فهي تقدم الحقيقة مصحوبة بدليله .
وهي تجسد المعاني، وتجعلنا نرى ما نعجز عن التعبير عنه، واضحا ملموسا كالأمور المعنوية ( الندم ، الكرم ، الشجاعة ..). وتمكننا من التعبير عن أمور كثيرة ، نتحاشى الإفصاح عنها بذكرها ، إما
احتراما للمخاطب ، أو خوفا من المعني بالكلام ، أو تسترا عنه . وتمكن الإنسان من أن يشفي غليله في خصمه دون التصريح باسمه . وهي تبرز المعاني في صورة نشاهدها وترتاح نفسنا إليها .

أستعمل ما درست :
1 قال المتنبي في قصيدة يمدح فيها كافورا ويعرض بسيف الدولة
فراق ومن فارقت غير مذمم وأَم ومن يممت خير ميممِ
رحلت فكم باك بأجفان شادن علي وكم باك بأجفان ضيغم
وما ربة القرط المليح مكاُنه بأجزع من رب الحسام المصمم
فلو كان ما بي من حبيب مقنَّع عذرت ولكن من حبيب مع مم
رمى واتَّقى رميي ومن دون ما اتَّقىه وى كاسر كّفي وقوسي وأسهمي
إذا ساء فعلُ المرء ساءت ُ ظُنوُنه وصدق ما يعتاده من توهم

2 وقال الكميت بن زيد :
أقول لها وقد طارت شعاعا من الأبطال ويحك لن ُتراعي
وما للمرء خير في حياةٍ إذا ما عد من سقط المتاع

3 قال المتنبي في مدح كافور
إن في ثوبك الذي المجد فيه لضِياء يزري بكلِّ ضياء

4 قال امرؤ القيس
وقد أغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الأوابد هيكل
5 فلان غليظ الكبد .
6 فلان لوت الليالي كّفه على العصا .

الأَ م: القصد.يممت: قصدت / الشادن: ولد الغزال. الضيغم: الأسد. القرط: ما يعلق في
شحمة الأذن . الحسام: السيف القاطع. المصمم: الذي يصيب المفاصل ويقطعها / طارت
شعاعا : تطايرت قطعا وتبددت من الخوف . تراعي: تفزعي / الليالي : الدهر والزمن.+


1 ما هي التراكيب التي تشتمل على الكناية في الأمثلة ، وما نوع الكناية المستعملة ؟
2 عم كّنى المتنبي المثال 1 بأقوال : أجفان شادن، وربة القرط ، وحبيب مقنع ؟
3 ما المقصود ب : أجفان ضيغم ، ورب الحسام ، وحبيب معمم ؟
4 أشرح القطعة الشعرية ، المثال 1 ، شرحا موجزا .
5 ما قيمة استعمال الكناية في هذه القطعة الشعرية ؟
6 ما الذي يعتري الشاعر في المثال 2 أثناء القتال ؟
7 بم يشجع نفسه على المقاومة والصبر ؟
8 بأية صورة جعلنا نرى ونحس بالرعب الذي أصابه ؟ وهل يؤدي نفس المعنى والتأثير لو قال ( وقد اشتد بها الخوف ) ؟ لماذا ؟
9 بم صور ضآلة الحياة الذليلة ؟
10 إلى أي مدى مكنته الكناية من تصوير هذا الهوان ؟
؟ 11 في أية صورة قدم لنا الشاعر ممدوحه ، في المثال 3
12 ما الذي مكنه من تقديم هذه الصورة المبهرة لممدوحه ؟
13 أبإمكانه الوصول إلى ذلك بالتعبير العادي ؟
؟ 14 ما الذي تجسده الكناية في قول امرئ القيس ، المثال 4
15 أيتساوى قوله هذا بقوله لو قال ( أغتدي صباحا باكرا )، في التأثير والتوضيح وجمال التعبير ؟
16 ما الذي تقدمه الكناية دليلا على البكور في التركيب الذي عبر به الشاعر ؟
17 عم كنى القول في المثال 5
18 ما الذي تفيده الكناية في هذا المثال ؟
19 ما الصفة المقصودة بالكناية في المثال 6
20 ماذا وقع لكف هذا الإنسان ؟ وما سبب ذلك ؟
21 في أية صورة عرض هذا الشخص ؟
22 علام تدل ملازمة العصا للإنسان ؟
23 ماذا قدمت لنا الكناية في هذا المثال ؟
24 ما هي الكناية المستعملة في المثال التالي، وفيما تتثمل بلاغتها؟: ( هو ناعم الأظفار ) .
25 ما معنى الأبيات الآتية ؟ وما نوع الكناية فيها وما قيمتها ؟
أ أما رأيت المجد ألقى رحله في آل طلحة ثم لم يتحول ؟
ب بنى المجد بيتا فاستقر عماده علينا فأعيا الناس أن يتحولا
ج فلسنا على الأعقاب تدمى ُ كُلومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدماء الأعقاب : جمع عقب ؛ مؤخر القدم / الكلوم : الجروح

أصحح منجزاتي :
: ج 1
في المثال 1 : التراكيب ؛ أجفان شادن / أجفان ضيغم / ربة القرط / رب
الحسام / حبيب مقنع / حبيب معمم . نوع الكناية ، كلٌ منها كناية عن موصوف .


في المثال 2 : تركيبان ، طارت شعاعا / سقط المتاع . نوع الكناية ، كلٌ منهما كناية عن صفة .
في المثال 3 : التركيب ، البيت كله . نوع الكناية ، كناية عن نسبة .
في المثال 4 : التركيب ، والطير في وكناتها. وهو ، كناية عن صفة.
في المثال 5 : التركيب : غليظ الكبد . نوع الكناية ، كناية عن صفة .
في المثال 6 : التركيب ، لوت الليالي كفه على العصا . وهو كناية عن صفة.

ج 2 : كنى الشاعر بهذه التراكيب عن المرأة .

ج 3 : المقصود ب ( أجفان ضيغم و رب الحسام ) الرجال . والمقصود ب ( حبيب معمم ) سيف الدولة .

ج 4 يصف انتقاله إلى كافور ، وقد ترك شخصا لا يذم (سيف الدولة) وأقبل على شخص أفضل من يقصد ( كافور) . وعلى رحيله بكت النساء ، كما بكى الرجال حزنا على فراقه . وكان في إمكانه أن يعذر الذي آذاه ويتسامح معه لو المؤذي امرأة ، ولكنه رجل ، وقد رماه مختبئا وراء غيره، فلا يمكن أن يعذره. غدره وهو لا يستطيع الرد عليه لأن احترامه له ومحبته كبلت قواه . ولا يحتمل مثل هذه الخيانة من شخص يعزه . وهذا غدر، ومن كانت أفعاله سيئة ظن السوء في الناس جميعا ، لاعتقاده أنهم يشبهونه.

ج 5 لقد مكنت الشاعر من التعبير عن غضبه، والتعريض بسيف الدولة دون أن يذكره. وهجاه بطريقة ذكية وبأسلوب راق هجاء لاذعا، لمثل من كان أميرا . وفعل ذلك دون أن يذكر اسمه . اعتبره حبيبا معمما لمدحه ، ثم وصفه بالغدر الذي يراه من شيم النساء ، وبالجبن لأنه يرميه ويتقي الرد
بالاختباء خلف غيره . وخان الصداقة ، حين حافظ عليها المتنبي، وهو سيئ الظن بأصدقائه لأنه سيئ الفعل كثير الأوهام، حتى ظن أن الناس جميعا مثله في سوء الفعل وضعف الوفاء .

ج 6 يعتريه الخوف ، وكنى عنه بوصف نفسه ( طارت شعاعا) .

ج 7 بأن الموت أفضل من حياة الذل والهوان .

ج 8 بصورة الكناية التي جعلتنا نرى نفسه تتشتت أطرافا من شدة الرعب . والتعبير المباشر لا يؤدي نفس التأثير والوضوح ، فالقول المقترح يخبرنا عن خوفه، فقط . أما الكناية المستعملة فقد أخبرتنا عن الخوف مع دليل سيطرته على كيانه ، إذ طارت بنفسه أجزاء ولم يعد يملكها .

ج 9 بقوله ( سقط المتاع ) وهي كناية الذل والهوان ؟

ج 10 لقد وفق الشاعر إلى حد بعيد ، إذ جعلنا نرى هذه الحياة التي يكرهها ولا يريد أن يعيشها ، في صورة قبيحة هينة . وهل هناك أهون من متاع ساقط بال قديم لا يريده أحد ولا يطلبه أحد ؟ يرمى في أي مكان كان، أو يداس دون أي اعتبار كان، فهو متاع بال رديء قديم لا نفع فيه . وبهذا جسد حياة الذل في صورة مرئية وملموسة .

ج 11 في صورة شخص ، بهي الطلعة يستقطب الأنظار، فالضياء ينطلق منه ومن منظره ، وصار كله نيرا كالشمس، بل يدعي بأن ضياء المجد منه يفوق ضياء الشمس.

ج 12 الذي مكنه من ذلك هو استعانته بالكناية عن نسبة .

ج 13 يمكن ، ولكن تعبير أطول وبجمال أقل . فأسلوب الشاعر أجمل وأوجز وأكثر تأثيرا ووضوحا . إذ جسد ما أراد قوله وقدم دليل وجوده

ج 14 تجسد البكور في خروجه إلى الصيد .

ج 15 لا . لأن القول المقترح يخبرنا بالخروج باكرا، ولكنه لا يحدد درجة البكور، ولا يبرهن عليه . بينما قول الشاعر يبين البكور ويؤكده، بتعبير أخف وأجمل وأوضح ، وأكثر إقناعا للسامع وللقارئ .

ج 16 الكناية ؛ كناية عن البكور. ووجود الطيور في أعشاشها نائمة دليل على عدم زوال الليل كّله، لأن الطير يستيقظ مع بداية ظهور الضوء، وبما أنه يخرج قبل استيقاظها، فهو يخرج قبل بداية النهار، وهذا دليله. فالكناية قدمت ما وقع والبرهان على وقوعه .

ج 17 القول كناية عن القسوة .

ج 18 إنها تبرهن على وجود القسوة ، بما أن رقة الكبد دليل على
الحنان ، فغلاظة الكبد دليل على القسوة . فالكبد يتخذ رمزا لذلك .

ج 19 الصفة هي الشيخوخة، وكبر السن .

ج 20 صارت ملتوية على العصا كأنها ملتصقة بها. والمسبب في
ذلك كثرة الأيام والأحداث التي وقعت لهذا الشخص .

ج 21 نراه ملازما للعصا لا تفارقه ، فكفه ملتوية عليها .

ج 22 ملازمة العصا له دليل على اعتماده عليها في السير، فهو لا يستطيع المشي على رجليه وحدهما ، والعصا تساعده على الثبات . وعدم قدرته على المشي بدونها دليل على كبره وعجزه .

ج 23 قدمت لنا صفة الشيخوخة والدليل عليها .

ج 24 في المثال كناية عن صفة ، وهي صغر السن . وهذه الكناية جسدت صغر السن في صورة محسوسة مرئية، وقدمت الدليل عليها. فنعومة الظفر تكون عند الصبي الصغير جدا . فهي دليل على صغر هذا الشخص، وقلة تجربته، وعدم وعيه. فالكناية قدمت الصفة والبرهان عليها ، في عبارة موجزة خفيفة واضحة .

ج 25 معنى الأبيات :

أ يمدح الشاعر آل طلحة بالشرف والمجد . فالشرف استقر عندهم ولا يريد تركهم .

ب يفتخر الشاعر بقومه واصفا إياهم بأنهم أهل الشرف ، ولم يستطع أحد منازعتهم فيه ، أو إزالته عنهم .
ج الشاعر هنا يفتخر بالإقدام والشجاعة . فجروحهم عند القتال لا تكون في الظهر ، لأن هذا دليل على فرارهم من المعركة ، بل تكون في وجوههم وصدورهم ، لهذا تسيل الدماء على أقدامهم لا على أعقابهم . وهذا دليل على شجاعتهم، ومقابلة العدو وجها لوجه ، حتى النصر أو الموت .

نوع الكناية : في ( أ ) كناية عن نسبة الشرف إلى آل طلحة . في ( ب ) كناية عن نسبة الشرف إليه وإلى قومه. في ( ج ) كناية عن صفة، وهي الشجاعة والإقدام .

قيمتها : قدمت المعنى وبرهنت عليه، في صورة محسوسة، وبرهان جلي واضح مقنع.

في ( أ)، نرى المجد قد وجد مستقرا له في آل طلحة. وصار فردا واحدا منها، استقر عندهم وانتمى إليهم ، ولا يريد تركهم، لأنه أحس بملاءمة الأشخاص له، بطبعهم وشخصيتهم. فهم أهله ولا يريد غيرهم. وجاءت هذه الصورة قوية الدلالة على فكرة الشاعر، وبرهنت على صحتها .

في ( ب )، المعنى نفسه بتعبير آخر. فالشاعر ينسب الشرف لأهله ، فالمجد بنى بيتا ، ولم يجد غير قوم الشاعر أهلا للإقامة فيه . ومحاولات غيرهم من الناس انتزاعه منهم كلها باءت بالفشل، فقد ثبت فيهم ولن ينتقل إلى غيرهم. ونرى كيف قدم لنا الشاعر الفكرة في صورة محسوسة ، مع البينة عليها.
فجاءت واضحة مقنعة، في تعبير موجز جميل . والملاحظ أن المعنى في البيتين واحد، ولكن التعبير يختلف ، وصورة الكناية تختلف ، إلا أنهما أديتا الغرض نفسه ، وبقوة مماثلة ، ووضوح متساو . أما
الجمال في التعبير، فقد نفضل البيت الأول، وقد نفضل البيت الثاني. وكلاهما فيه إيجاز وجمال ووضوح وإقناع .

في ( ج ) تمكن الشاعر بهذه الكناية من نقل شجاعة قومه ، مع البرهنة عليها، ودليله على ذلك هو سقوط دماء جروحهم على الأقدام وليس على الأعقاب . فالشعراء في هذه الأمثلة ، تمكنوا بواسطة هذه الكنايات من التعبير عما أرادوا بأسلوب جميل موجز واضح مقنع ، بتقديم الحقائق مصحوبة بالبرهان عليها . بهذا تتضح لنا قيمة الكناية وقدرتها على نقل المعاني في أسلوب فني راق .

تعليقات